نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 37
وغدا المجلس خاصا تماما ، يغمره الأنس والقداسة ، فقد جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مائدة فاطمة ( عليها السلام ) التي كان يسميها بضعته ، مع علي ( عليه السلام ) الذي كان يراه نفسه ، وابنيه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) اللذين كان يسميهما ريحانتيه . وكان من عادة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ألا يأكل طعاما إلا مع إحدى أزواجه ، لكن الأمر اليوم على نحو آخر ، والمائدة مائدة أخرى ! ولو كانت أم سلمة جلست على المائدة لكان كلام الله تعالى فسر في أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشكل آخر غدا . من هنا ، لم يدع ( صلى الله عليه وآله ) زوجته إلى تناول الطعام استثناء . نزل جبريل الأمين ( عليه السلام ) بهذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فمد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الكساء الخيبري على صهره ، وابنته ، وولديه ، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، فقال : " هؤلاء أهل البيت ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " . وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " . وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء آل محمد ، فأجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد ، إنك حميد مجيد " . إلى هنا كانت أم سلمة قرب الحجرة ، وهي تشهد هذا الحدث النوراني المعنوي بشكل من الأشكال ، فلم يطاوعها قلبها ، فتقدمت ورفعت جانبا من الكساء لعلها تستمتع بهذه الأجواء النورانية ، لكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جر الكساء من يدها ، ومنعها من الدخول في أجواء أهل بيته القرآني . ويبدو أن أم سلمة قد ساءها ذلك فقالت : ألست من أهل البيت ؟ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنك إلى خير ، إنك من أزواج رسول الله " . 3 - جو الحادثة إذا تأملنا في حادثة الكساء والأحاديث الواردة فيها ، تبين لنا بجلاء أن
37
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 37