نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 344
في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين . واعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته ، فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة ولذاتها وكرامة أهلها . ويل لأولئك ! ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة ! استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ، ولا قوة لنا ولكم إلا به . . . أكثروا من أن تدعوا الله فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه ، وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة ، والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة ، فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار ، فإن الله أمر بكثرة الذكر له ، والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين . واعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير ، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته ، فإن الله لا يدرك شئ من الخير عنده إلا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه ، فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق : * ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) * [1] واعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه . واتبعوا آثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته ، فخذوا بها ولا تتبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلوا ، فإن أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله . وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم ، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها . . . أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم ، عليكم بآثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بعده وسنتهم ، فإنه من أخذ