نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 335
قبل أن يغضبوه ، وذلك من علم اليقين وعلم التقوى . وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه . وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية . وكان من نبذهم الكتاب أن ولوه الذين لا يعلمون [1] ، فأوردوهم الهوى ، وأصدروهم إلى الردئ ، وغيروا عرى الدين ، ثم ورثوه في السفه والصبا [2] ، فالأمة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك وتعالى وعليه يردون ، فبئس للظالمين بدلا ولآية الناس [3] بعد ولاية الله ، وثواب الناس بعد ثواب الله ، ورضا الناس بعد رضا الله ، فأصبحت الأمة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة ، معجبون مفتونون ، فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدى بهم . وقد كان في الرسل ذكرى للعابدين ، إن نبيا من الأنبياء كان يستكمل الطاعة ، ثم يعصي الله تبارك وتعالى في الباب الواحد ، فخرج به من الجنة [4] . و [5] ينبذ به في بطن الحوت ، ثم لا ينجيه إلا الاعتراف والتوبة . فاعرف أشباه الأحبار والرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه ، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين .
[1] أي جعلوا ولي الكتاب والقيم عليه والحاكم به الذين لا يعلمونه ، وجعلوهم رؤساء على أنفسهم يتبعونهم في الفتاوى وغيرها . ( كما في هامش الكافي نقلا عن مرآة العقول ) . [2] أي جعلوه ميراثا يرثه كل سفيه جاهل أو صبي غير عاقل . وقوله الآتي : " بعد أمر الله " أي صدوره أو الاطلاع عليه أو تركه ، والورود والصدور كنايتان عن الإتيان للسؤال والأخذ والرجوع بالقبول . ( كما في هامش الكافي نقلا عن مرآة العقول ) . [3] " ولآية الناس " هو المخصوص بالذم . ( كما في هامش الكافي ) . [4] أشار به إلى آدم ( عليه السلام ) ، والمراد بالعصيان هنا ترك الأولى . [5] الواو هنا بمعنى " أو " ، أشار به إلى يونس ( عليه السلام ) .
335
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 335