نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 334
الناس ستيرا ؟ وكيف قربك أو بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا ذليلا ؟ ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك ؟ ! فتقول : والله ما قمت لله مقاما واحدا أحييت به له دينا أو أمت له فيه باطلا ، فهذا شكرك من استحملك ( استعملك - خ ل ) ! ما أخوفني أن تكون كمن قال الله تعالى في كتابه : * ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) * [1] استحملك كتابه واستودعك علمه فأضعتها ، فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به ، والسلام [2] . 772 - يزيد بن عبد الله عمن حدثه : كتب أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى سعد الخير : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فإني أوصيك بتقوى الله فإن فيها السلامة من التلف والغنيمة في المنقلب ، إن الله عز وجل يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله [3] ، ويجلي بالتقوى عنه عماه وجهله ، وبالتقوى نجا نوح ومن معه في السفينة وصالح ومن معه من الصاعقة ، وبالتقوى فاز الصابرون ونجت تلك العصب [4] من المهالك ، ولهم إخوان على تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة ، نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات ، حمدوا ربهم على ما رزقهم وهو أهل الحمد ، وذموا أنفسهم على ما فرطوا وهم أهل الذم ، وعلموا أن الله تبارك وتعالى الحليم العليم ، إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه ، وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه ، وإنما يضل من لم يقبل منه هداه . ثم أمكن أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات ، دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع ولم يمنع دعاء عباده ، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله ، وكتب على نفسه الرحمة فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا وعدلا ، فليس يبتدئ العباد بالغضب
[1] مريم : 59 . [2] تحف العقول : 274 . [3] عزب : أي بعد ، وفي بعض النسخ " نفى بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله " . ( كما في هامش الكافي ) . [4] العصب : جمع العصبة ، وهي من الرجال والخيل والطير ما بين العشرة إلى الأربعين . ( كما في هامش الكافي ) .
334
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 334