نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 271
قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا أطفأت بحارا من النيران . يا نوف ، إنه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله وأحب في الله وأبغض في الله . يا نوف ، من أحب في الله لم يستأثر على محبته ، ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيرا ، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان . ثم وعظهما وذكرهما ، وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر ، فقد أنذرتكما . ثم جعل يمر وهو يقول : ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عني أم ناظر إلي ؟ ! وليت شعري في طول منامي وقلة شكري في نعمك علي ما حالي ؟ قال : فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر [1] . 601 - أبو صالح : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية ، فقال له : صف لي عليا ، فقال : أو تعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا أعفيك . قال : أما إذ لا بد . . . فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، يميل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا - يتضرع إليه - ثم يقول للدنيا : إلي تغررت ؟ ! إلي تشوفت ؟ ! هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق . فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها ، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان أبو الحسن ، كيف وجدك عليه يا ضرار ؟ قال : وجد من ذبح واحدها في حجرها ، لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها . ثم قام فخرج [2] .