نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 254
فجاء علي ( عليه السلام ) وعليه سمل [1] ثوب منخرق عن بعض جسده ، فجلس قريبا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنظر إليه ساعة ثم قرأ : * ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) * . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : أما إنك رأس الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيدهم وإمامهم . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : أين حلتك التي كسوتكها يا علي ؟ فقال : يا رسول الله ، إن بعض أصحابك أتاني يشكو عريه وعري أهل بيته ، فرحمته وآثرته بها على نفسي ، وعرفت أن الله سيكسوني خيرا منها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدقت ، أما إن جبرائيل قد أتاني يحدثني أن الله [ قد ] اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء من إستبرق ، وصبغتها من ياقوت وزبرجد ، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك ، وصبرك على سملتك [2] هذه المنخرقة ، فأبشر يا علي . فانصرف علي ( عليه السلام ) فرحا مستبشرا بما أخبره به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [3] . 556 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر : رأيت في بعض الكتب أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ، وقال له : اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى ففعل ذلك ، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل ( عليهما السلام ) أني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟ ! آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ؟ ! اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه . فنزلا ، فكان
[1] السمل : الخلق من الثياب . ( النهاية : 2 / 403 ) . [2] وفي المصدر " سلمتك " والصحيح ما أثبتناه في المتن . [3] تأويل الآيات الظاهرة : 655 عن جابر بن يزيد .
254
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 254