نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 111
يرى عبد الملك بن مروان إماما ، يوجب ترك بيعته الكفر والعودة إلى الجاهلية . ولا بد كذلك أن يصفق تحت جنح الظلام - خفة وصغارا - على رجل عامله السفاح الحجاج بن يوسف الثقفي ! هذا وقد آل الأمر بعبد الله بن عمر إلى أن يرى يزيد بن معاوية - مع كل ما جنت يداه بحق الاسلام وعترة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) - مصداقا للإمام في حديث " من مات بغير إمام " توجب مناوأته الكفر والارتداد . روي أن أهل المدينة في سنة 63 ه ثاروا على يزيد بن معاوية ، بعد فاجعة كربلاء في سنة 61 ه ، وأدت ثورتهم هذه إلى نشوب واقعة الحرة ، فذهب عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع قائد قريش في هذه الثورة ، فأمر ابن مطيع بوسادة ودعا ابن عمر إلى الجلوس ، فقال له ابن عمر : لم آت لأجلس ، بل أتيت لأروي لك حديثا سمعته عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية [1] . فانظر أيها القارئ الكريم كيف يحرف كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدهاء إلى الجهة المعاكسة للمقصود منه ! وذلك هو الداء الخبيث الذي حذر منه ( صلى الله عليه وآله ) في هذا الحديث وعشرات الأحاديث الأخرى ، ودعا الناس إلى إطاعة أئمة الحق والهدى . وهكذا يحور إنذار النبي ( صلى الله عليه وآله ) على يد أرباب الزيف والدجل وأذنابهم ، ليستفاد من الحديث في الجهة المقابلة له ، وتستخدم نصوص الاسلام لهدم الاسلام . وهكذا ينقضي عصر العلم والإسلام في الأمة الإسلامية ، بتنكرها لمكانة أئمة الهدى وتناسيها لوصايا رسولها الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، لتؤوب إلى الكفر والجاهلية المقيتة .
[1] صحيح مسلم : 3 / 1478 / 1851 وراجع : 103 / 136 من كتابنا هذا .
111
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 111