الْمُحْسِنِينَ ) * [1] . إذن ، فالله سبحانه إذا كان يعلم : أنهم لا يختارون ، إلا ما هو حسن وجميل ، وما هو حق ، وصلاح وفلاح ، وأنه سوف يستجيب لإرادتهم تلك باستمرار ولن تتعلق إرادته التكوينية إلا بهذا النوع من الأفعال المرضية ، والمحبوبة له تعالى ، فيصح أن يخبرنا تعالى - بواسطة مفهوم الموافقة في الآية الكريمة ، كما تقدم - عن أنه سوف لن يريد بالإرادة التكوينية إلا إذهاب الرجس والتطهير لهم . تماماً كما هو الحال في الأنبياء الذين هم معصومون أيضاً ، فإن الله لا يريد بالإرادة التكوينية إلا ما يختارونه هم . . وهم لا يختارون إلا ما هو خير وصلاح ، وفلاح ، ونجاح . والسر في عدم اختيارهم إلا ما شرعه الله ويرضاه ، أن الإنسان حيث يكون على درجة من الخلوص والصفاء ، لم تنجسه الجاهلية بأنجاسها ، ولم يرث عن سلفه إلا الخصال الحميدة ، والمزايا الفريدة ، وقد تهيأ له أن يتربى خير تربية ، وحصل على أفضل المزايا الأخلاقية والإنسانية ، وكان على درجة عالية من التعقل والوعي ، والمعرفة بالله ، وبشرائعه وأحكامه ، مع سلامة في الفطرة ، وتوازن في المزايا ، ومع قوة في الإرادة ، فإنه سوف لا يفكر في الإقدام على أي قبيح . بل هو سوف ينفر من ذلك ، ويتأذى منه ، مع أن له