وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) * [1] . والسبب في اختلاف التعبير أنهم في المورد الأول ( أي في سورة التوبة ) قد تعلقت إرادتهم مباشرة في إطفاء نور الله ، فاستعمل الله كلمة « أن » ، وقال : يريدون أن يطفئوا . أما في هذا المورد الأخير فقد تعلقت إرادتهم بالافتراء على الله ، لأجل أن يطفئوا ، فالإطفاء كان داعياً لهم ، وعلة وسبباً لتعلق إرادتهم بالافتراء والكذب ، فاستعمل « اللام » فقال : « يريدون ليطفئوا » . ثم رأيت أن الراغب الأصفهاني قد أشار إلى ذلك أيضاً ، فقال : « يريدون أن يطفئوا نور الله ، يريدون ليطفئوا نور الله . والفرق بين الموضعين : أن في قوله : « يريدون أن يطفئوا » ، يقصدون إطفاء نور الله . وفي قوله : « ليطفئوا » يقصدون أمراً يتوصلون به إلى إطفاء نور الله » [2] . والأمر في آية التطهير كذلك أيضاً كما أوضحناه .
[1] سورة الصف الآية 7 و 8 . [2] المفردات للراغب ص 305 .