فإنهم توصلاً إلى تحقيق أهدافهم الشريرة يعمدون إلى تحريف معانيه ، ودلالاته ، والتلاعب بها ، بدلاً من تحريف مبانيه ، وكلماته ، وقد أشار الإمام الباقر ( عليه السلام ) إلى ذلك فيما كتبه إلى سعد الخير ، حيث يقول : « أقاموا حروفه ، وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم بتركهم للرعاية » [1] . وهذا بالذات هو ما حصل بالنسبة إلى آية التطهير النازلة في أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة . إذ رغم التأكيدات النبوية الكثيرة والمتواصلة ، والتي استمرت أشهراً عديدة ، وربما إلى حين وفاته ( صلى الله عليه وآله ) على أن المراد ب « أهل البيت في آية التطهير » هم خصوص أهل الكساء ، وأنهم استناداً إلى هذه الآية مطهرون من الذنوب . نعم . . رغم ذلك نجد حملة مسعورة تهدف إلى حرف هذا الأمر عن مواضعه الحقيقية ، وإثارة الشبهات حول دلالة الآية ، حتى ولو كان ذلك بقيمة تكذيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ودفع قوله بصورة ذكية ومبطنة . ونجد في هذا الفصل إلماحة إلى تفسير النبي ( صلى الله عليه وآله ) لآية التطهير ، ثم سيرى القارئ بنفسه - إن شاء الله - من خلال سائر ما ذكرناه في هذا
[1] راجع الكافي ج 8 ص 53 والبحار ج 75 ص 359 والوافي ج 5 ص 274 والمحجة البيضاء ج 2 ص 264 والبيان لآية الله الخوئي ص 249 .