بداية ذات أهمية ! إنه لا ريب في أن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، أعرف من كل أحد بالقرآن ومعانيه ، وإشاراته ، ومراميه ، وهو المرجع والملاذ إذا اشتبهت الأمور ، ومست الحاجة إلى التوضيح أو التصحيح . لكن ما يثير الانتباه في هذا المجال : أننا نرى الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) يتصدى أحياناً - وبصورة طوعية - للتوضيح ، ووضع النقاط على الحروف ، حتى في أمور يظن لأول وهلة أنها من الواضحات . لكن المفاجأة تواجهنا ونحن نرى : كيف أن الأهواء السياسية ، والعصبيات الجاهلية تحاول أن تمد يد الخيانة ، وتمارس التزييف والتحريف بالنسبة لنفس ذلك الشيء الذي تصدى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لتوضيحه ، وترسيخه ، وتصحيحه . وكأنه ( صلى الله عليه وآله ) حين تصدى للتفسير والتحديد ، ودفع الشبهة ، كان ينظر إلى الغيب من ستر رقيق . ولكن لما كان المساس بالنص القرآني - حذفاً ، أو زيادة ، أو تحريفاً - يكاد يلحق بالممتنعات ، ودونه خرط القتاد .