نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) * [1] . وقال تعالى في مورد آخر : * ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) * [2] . حيث إنه في المورد الأول ( أي في سورة التوبة ) قد تعلقت إرادتهم مباشرة في إطفاء نور الله ، فاستعمل الله كلمة « أن » وقال : * ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا . . ) * . أما في هذا المورد الأخير فقد تعلقت إرادتهم بالافتراء على الله لأجل أن يطفئوا ، فالإطفاء كان داعياً لهم ، وعلة وسبباً لتعلق إرادتهم بالافتراء والكذب فاستعمل اللام فقال : * ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا . . ) * . ثم رأيت أن الراغب الأصفهاني قد أشار إلى ذلك أيضاً ، فقال : « يريدون أن يطفئوا نور الله ، يريدون ليطفئوا نور الله . والفرق بين الموضعين : أن في قوله : * ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا ) * يقصدون إطفاء نور الله .
[1] سورة التوبة الآية 31 و 32 . [2] سورة الصف الآية 7 و 8 .