ثانياً : إن قول زيد بن أرقم ، وهو حجة على أهل اللغة ، ورواية أحمد بن حنبل ، يكفيان للتشكيك في صحة إطلاق كلمة « أهل البيت » على الزوجة من الناحية اللغوية . . وعلى هذا الأساس نقول : إن مؤلفي كتب اللغة هم من المتأخرين ، الذين يجمعون استعمالات العرب ، للكلمة في المعاني المختلفة ، وربما يتمكنون من تحديد المعنى الحقيقي ، ويميزونه عن المعاني المجازية ، لأجل بعض القرائن وربما يعجزون عن ذلك ، أو يخطئون فيه . . فإذا جاء النص والتفريق من قبل أهل اللسان أنفسهم ، كان هو المتبع وهو الحجة على المؤلفين في اللغة ، وذلك ظاهر لا يخفى . . ثالثاً : إننا سوف نشير ( عن قريب ) إلى أن أهل اللغة قد أخذوا ذلك من المتشرعة بما هم متشرعة . . والمتتبع لكلمات أهل اللغة يجد أنهم في تفسيرهم للمفردات المرتبطة بمطلب اعتقادي ، أو شرعي ، يأخذون من علماء مذاهبهم ، ما يفسرون به المفردات ، فيفسرون كلمة . . . بأقوال فقهائهم فيه ، ويفسرون كلمة « أهل البيت » في آية التطهير بما يذهب إليه علماؤهم في تفسيرها ، وقد نقل نفس هذا المتسائل في رسالته تلك عن ابن منظور : أن أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أزواجه ، وبناته وصهره . وقيل : نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . ونقل هو نفسه عن تاج العروس ، نحو ذلك أيضاً . وهذه هي نفس أقوال علماء أهل السنة في تفسير الآية .