6 - لو صح ما ذكروه لكان قولنا مثلاً : إهدنا الصراط المستقيم اعترافاً بعدم الهداية ، ودليلاً على ثبوت الضلال [1] ، مع أن الأمر ليس كذلك ، وإنما هو مجرد طلب استمرار ما هو حاصل وموجود ، أو طلب لزيادة الهداية وترسيخها وتعميقها . . 7 - إنه إذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، داخلاً في الآية بإجماع الفريقين ، فإن معنى ذلك أن يكون إذهاب الرجس في الآية تارة بمعنى الدفع ، إذا كان بالنسبة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وبمعنى الرفع أخرى ، إذا كان بالنسبة إلى « أهل البيت » ( عليهم الصلاة والسلام ) وذلك يستلزم استعمال المشترك في أكثر من معنى ، مع عدم وجود جامع بينهما [2] . ولا يرتضيه الكثيرون . . ونقول : قد يقال : إن الجامع موجود ، وهو عدم الملابسة للرجس بأي نحو كان ؛ فيكون مستعملاً في جامع عنواني ، بنحو من العناية . فهو نظير قولك ما قدمناه من قول القائل : أذهب الله عنه كل مرض ، مع العلم بأن كل مرض غير موجود فيه ، فيكون المراد دفع الله عنك ما يمكن أن يصيبك من الأمراض ورفع عنك ما هو فيك فعلاً .
[1] راجع آية التطهير في أحاديث الفريقين ج 2 ص 59 والفوائد الطوسية للحر العاملي ص 47 . [2] آية التطهير في أحاديث الفريقين ج 2 ص 46 - 53 .