أهل الكساء ، فاستجاب ( صلى الله عليه وآله ) لطلبه ، وذلك ظاهر . وهذا الوجه جار في جميع النصوص المروية عن وائلة ، فتسقط روايته عن صلاحية الاستدلال بها على إرادة البيت الحرام من الآية . . 7 - هذا ، ومن الطريف هنا أن نذكر : أن بعض الأخوة قد احتمل أن يكون ( صلى الله عليه وآله ) قد أجاب واثلة على سبيل الاستفهام والإنكار ، لا القبول والإقرار ، وذلك بقرينة أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد أخرج زوجاته عن أن يكن من « أهل البيت » . وهذا إنما يصح في صورة كون واثلة لم يلتفت إلى طريقة الاستفهام في كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو أنه فهم ذلك لكنه أراد أن يتجاهل ذلك ويجعل لنفسه فضيلة ليست ثابتة له . . 8 - إن واثلة يجر النار إلى قرصه ، وهو متهم في هذه الرواية ، التي لم يروها أحد سواه . . والذي هو آخر الصحابة موتاً بدمشق [1] . ولم يكن من أهل الطهارة أو الاستقامة . فقد كان من أعوان بني أمية ، وقد رويت عنه أحاديث كثيرة في فضل معاوية ، حكم عليها الحفاظ بالبطلان والوضع [2] . فهل لم يستجب الله دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيه ؟ أم أن الرواية مكذوبة ؟ إن كل مؤمن منصف وحاذق لا بد أن يقول بأن الرواية مكذوبة وينزه ساحة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن أن يدعو لأمثال هؤلاء ثم لا يستجيب الله تعالى له . .
[1] راجع : تهذيب التهذيب ج 11 ص 101 . [2] راجع : اللآلي المصنوعة ج 2 ص 419 و 417 والغدير ج 5 ص 308 .