حب كون الزوجات من « أهل البيت » . وثالثاً : إن هذا الحديث معارض بالأحاديث الكثيرة المصرحة بإخراج الزوجات عن « أهل البيت » . وقد روي ذلك عن أم سلمة نفسها بطرق صحيحة وكثيرة . بل إن هذا الحديث غير قادرٍ على معارضة الأحاديث النافية ، لعدم التكافؤ بينه وبينها ، لا من حيث السند ولا من حيث الدلالة . ورابعاً : قد روي هذا الحديث بزيادة تدل على أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يدخل أم سلمة تحت الكساء لتشارك أهل بيته بما اختصهم الله به ، بل أدخلها إرضاءً لها ، وتطييباً لخاطرها بعد أن أتم ما أراد فعله بالنسبة لأهل بيت النبوة . فقد ورد أنها قالت بعد قوله ( صلى الله عليه وآله ) : بلى . إنه ( صلى الله عليه وآله ) قد أدخلها الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه ، وابنته ، وابنيه ، فراجع المصادر التي ذكرناها في الفصل الثاني من القسم الأول من هذا الكتاب . وخامساً : إن إدخال أم سلمة في « أهل البيت » لو صح ؛ فهو أخص من المدعى ، لأنه لا يدل إلا على أنها هي من « أهل البيت » ، دون سائر زوجاته ، إذ لعل لأم سلمة خصوصية استحقت بها ذلك ، تماماً كما كان الحال بالنسبة إلى سلمان الفارسي ، فإن إدخاله في « أهل البيت » في حديث : « سلمان منا أهل البيت » إنما هو لخصوصية كانت له . ويدل على أن ذلك لخصوصية لها : ما ورد من أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد منع