كما أنه لم يوضح لنا مقصوده ، بالسبب وأي سبب دعا إلى نزول الآية سوى جمعه ( صلى الله عليه وآله ) لهؤلاء الأربعة أو دعائه لهم ؟ ! 7 - وأما أن آية التطهير صريحة في إرادة النساء ، لكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أحب أن يدخل أصحاب الكساء في ضمنها . . فقد تقدم : أن سياق الآيات ليس فقط لا يأبى عن إرادة أصحاب الكساء دون الزوجات ، بل إن ذلك هو الأكثر انسجاماً وملاءمةً للسياق مما لو كانت الآية خطاباً للنساء ، وقد شرحنا ذلك في القسم الأول من هذا الكتاب . 8 - أضف إلى ما تقدم أنه يرد هنا سؤال : لماذا أحب ( صلى الله عليه وآله ) أن يدخل خصوص هؤلاء الأشخاص في أهل « البيت » فإن كان ذلك لأجل قرابتهم النسبية ، فقد كان ثمة من هو أقرب من بعضهم . ومن يضارعه في القرابة - كما قدمنا - ونحن نربأ بالنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أن تكون حركاته ومواقفه من منطلق العصبية إلى الرحم والنسب . وإن كان ذلك لخصوصية في هؤلاء الذين أدخلهم تحت الكساء ، فإن كانت هذه الخصوصية موجودة في النساء أيضاً ، مثل « العِشْرَة » كما ادعوا ؛ فقد تقدم : أنها لا توجب لهن هذا الوسام العظيم ، ولا هذا التبجيل والتكريم فإن زوجة لوط وزوجة وابن نوح كانوا أقرب إلى نوح ولوط ( عليهما السلام ) في العِشْرَة من كل أحد . وإن كانت الخصوصية غير موجودة في نسائه ( صلى الله عليه وآله ) ، كالعصمة وكونهم صفوة الخلق ، فإن ذلك يقتضي خروج النساء عن مفاد الآية كما هو ظاهر .