حتى اصطلح الناس على مصحف عثمان ، وقد رووا : أنهم حين جمعوا القرآن فقدوا آية من سورة الأحزاب ، فوجدوها عند خزيمة بن ثابت [1] . بل من الممكن أن يكونوا قد وضعوا آية التطهير في سياق مخاطبة النساء ؛ لبعض مصالحهم الدنيوية . وقد ظهر من الأخبار عدم ارتباطها بقصتهن ، فالاعتماد في هذا الباب على النظم والترتيب في غاية البطلان [2] . وربما يجدون في قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) ، على انسجامها واتصالها ، لو قدر ارتفاع آية التطهير من بين جملها ، ما يؤيد ذلك [3] . أضف إلى ذلك : وجود أخبار تدل على سقوط آيات كثيرة ، حتى من سورة الأحزاب التي هي مورد البحث ، فلعله قد سقط من قبل الآية وبعدها آيات لو ثبتت لم يفت الربط الظاهري بينها [4] . ونقول : إننا وإن كنا نوافق على أن القرآن ليس مرتباً على حسب النزول ، إلا
[1] راجع : إحقاق الحق للتستري ج 2 ص 570 والبحار ج 35 ص 234 وراجع أيضاً : الميزان ( تفسير ) ج 16 ص 234 ولكن كلامه مطلق هنا . [2] البحار ج 35 ص 234 . [3] الميزان ( تفسير ) ج 16 ص 312 . [4] البحار ج 35 ص 234 .