عود على بدء : لقد اتضح مما تقدم : أن توجيه الخطاب ل « أهل البيت » الذين هم أهل الكساء ، ليس فيه مخالفة للسياق القرآني ، بل هو موافق له ، ومنسجم معه . دون أدنى لبسٍ ، أو شبهة . ونزيد في توضيح هذا الأمر بالإشارة إلى بعض الخصوصيات ، فنقول : ألف : إن السياق إنما يكون دليلاً وحجة في صورة ما لو علم أن المتكلم بصدد بيان موضوع واحد ، من مبدأ كلامه إلى نهايته ؛ ليكون بعض كلامه قرينة على البعض الآخر . فإذا ورد ما يخالف ذلك ، فإنه يكون مخالفاً للظهور السياقي ، ويكون فيه - أحياناً - إخلال بالناحية البلاغية ، والبيانية . ب : وربما لا يكون المتكلم بصدد بيان أمر واحدٍ ، وإنما هو يذكر أموراً متعددة ومختلفة . ومتخالفة في موضوعاتها وأحكامها ، وإن كانت تدخل في نطاق غرض عام وجامع - يكون هو الجامع بين متفرقاتها ،