لا يمسّه إلا المطهرون : وفي اتجاه آخر ، فإننا نجد بعض العلماء يقول : إننا إذا راجعنا تفسير آية : * ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لاَ يَمَسُّهُ إِلاَ الْمُطَهَّرُونَ ) * [1] . فإننا نجد : أن تفسيرها الذي هو الأقوى عند العلماء والأوفق بسياق الآيات : هو أن المراد بمس القرآن نيل معانيه ، والوصول إليها ، والوقوف عليها ، وذلك لا يكون إلا للذين طهرهم الله سبحانه ، وهم « أهل البيت » وأصحاب الكساء خاصة دون كل من عداهم . . ومعنى ذلك : هو أنهم حين جعلهم الله عدلاً للكتاب في حديث : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي . فإنما أراد بذلك أن يكونوا دون سواهم هم الذين يفسرون القرآن للناس ، وأن يكونوا القائمين على دين الله ، وتطبيق أحكامه ، ونشر تعاليمه ، وذلك هو ما يراد من الإمامة والخلافة بعده ( صلى الله عليه وآله ) .