التصرف في مدلول الآية ، رغم وجود الروايات الصحيحة والمتواترة التي تؤكد اختصاصها بالخمسة أصحاب الكساء ، هو خشيتهم من التقدم خطوة أخرى باتجاه ربط الآية بموضوع الإمامة ، فإن ذلك لسوف يتسبب في إيجاد إحراجات كبيرة لهم ، ولأولئك الذين يريدون إبعاد أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) عن موضوع الإمامة ، ليتسنى لهم إثبات شرعية خلافة وإمامة الذين استأثروا بهذا الأمر لأنفسهم ، رغم النصوص الكثيرة جداً والمتواترة في أكثر من مورد ، وأكثر من مناسبة على ضد ما يريدون ، وعلى خلاف ما يشتهون . ويتأكد هذا الإحراج فيما يواجهونه من إصرار أكيد من قبل « أهل البيت » ( عليهم السلام ) ، على أن الإمامة حق لهم ، دون كل من سواهم ، وقد شاع هذا الأمر عنهم وذاع ، إلى حدٍ لا يمكن لأحد أن يرتاب أو أن يشكك فيه . فإذا كانوا مطهرين بنص هذه الآية الشريفة ، فلا بد من قبول كل ما يقولونه وينقلونه حول هذا الأمر ، وسواه ، والتسليم والبخوع لهم فيه . . وذلك يعني وضع علامة استفهام كبيرة حول شرعية خلافة الآخرين . وهذا ما لا يمكن لهؤلاء أن يتصوروه ، أو أن يفكروا فيه ، في أي من الظروف والأحوال . ولأجل ذلك فلا مانع لدى هؤلاء من التلاعب بالآية القرآنية والتشكيك ، والتصرف في دلالتها ، كما لا مانع من ردّ الروايات المتواترة والصحيحة والصريحة ، أو التمسّك في مقابلها بما هو أوهى من بيت العنكبوت ، كما سنرى .