ولو ثانياً وبالعرض كالذي يصدر من زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، اللواتي لسن حقيقة من « أهل البيت » . وذلك إظهاراً لكرامتهم ، وليزيد من درجة الحصانة تجاه ذلك الأمر المبغوض ، حيث لا تبقى أية حالة من الملابسة له ، أو استنشاق روائحه والعيش في أجوائه . هذا بالإضافة إلى الحصانة الكامنة فيهم ( عليهم السلام ) ، عن طريق معرفتهم بالله سبحانه ، وقوة ورسوخ ملكاتهم ، فلا يختارونه ، ولا يفكرون فيه ، بل ويتأذون منه وينفرون عنه . رغم أن إرادتهم طليقة وحرة ، ولا يمارس أحد عليها أي ضغط أو إكراه ، كما أوضحناه فيما سبق . . خلاصة وتوضيح : وآخر توضيح لنا هنا : إن هناك إرادة تشريعية في الآية ، وقد تعلقت بالأوامر والزواجر الموجهة إلى زوجات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو ما تعلقت به كلمة : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ) . وهي منبثقة عن إرادة تكوينية تعلقت بإبعاد الرجس عنهم ، والتطهير لهم . ونستفيد هذه الثانية بالدلالة عليها بمفهوم الموافقة المستند إلى الإشعار بها من خلال نسبة إذهاب الرجس والتطهير في قوله تعالى : ( يُذْهِبَ عَنْكُمُ ) و ( يُطَهِّرَكُمْ ) إلى الله سبحانه . لأن الفاعل لكلا الفعلين المذكورين إنما هو ضمير عائد للفظ الجلالة المتقدم في ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ) .