بل لقد استفادوا من الآية عصمة « أهل البيت » حتى عن السهو والخطأ والنسيان وسيأتي بيان ذلك ، إن شاء الله تعالى . ونحن نوافقهم على ذلك ولكننا نخالفهم في قولهم بأن الإرادة تكوينية . . توضيح حول اختيارية العصمة : وبعد أن اتضح : أن الإرادة الملحوظة في الآية أولاً وبالذات والمصرح بها بكلمة « يريد » ، هي الإرادة التشريعية ، ولكنها منبثقة عن إرادة أخرى تكوينية متعلقة بنفس التطهير ل « أهل البيت » ( عليهم السلام ) ، والتي ينتج عنها حقيقة : أنهم ( عليهم السلام ) معصومون من الذنوب بالفعل - نعم بعد وضوح ذلك - فإن السؤال الذي يلح بالإجابة عليه هنا هو : هل هذه العصمة اختيارية ؟ أم أنها مخلوقة فيهم ، بصورة جبرية ! بحيث لا يمكنهم التخلف عن الخير ، ولا التصدي لفعل الشر تكويناً ؟ ! . والجواب : إنه لا شك في أن العصمة من الذنب وغيره [1] اختيارية ، وليس فيها
[1] قد أوضحنا في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، بعد الحديث عن غزوة بدر : أن العصمة عن السهو والخطأ والنسيان اختيارية أيضاً ، فضلاً عن العصمة عن الذنوب والقبائح .