يمنع من صدور المزيد من ذلك في المستقبل ، كما قد حصل ذلك بالفعل ممن خضن منهن حروباً قتلت فيها الألوف من النفوس المسلمة والبريئة ، دونما سبب معقول ، أو مقبول . أما « أهل البيت » فقد تحدث الله تعالى عنهم في هذه الآية ، وعلى لسان نبيه في عشرات المواقع والمواضع بطريقة مباينة تماماً ، لحديثه عن الزوجات فأوضح أن الله سبحانه قد عصمهم وطهرهم ، كما أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد جعلهم بأمر الله عِدْلاً للقرآن ، وسفينة للنجاة ، والعروة الوثقى ، إلى غير ذلك مما يظهر بملاحظة النصوص المشهورة والمتواترة ، والتي تفوق حد الحصر والعدّ . وبذلك كله ظهر أنه تعالى يريد بأوامره للزوجات أن يتوسل إلى إذهاب الرجس عن « أهل البيت » ، وقد جاء التعبير بالإذهاب لا بالإزالة ربما ليشير إلى أن الرجس ليس فيهم وإنما هو يتوجه إليهم عن طريق غيرهم ، فيحل في غيرهم « كالزوجات » لينسب إليهم بالعرض والمجاز خصوصاً وأن النبي المعصوم بالقطع واليقين من جملتهم . . الإرادة تشريعية : ومن المعلوم : أن الإرادة على نحوين : تكوينية : وهي التي تتعلق بفعل المريد نفسه ، أي بتكوين الشيء وإيجاده . كالإرادة الإلهية التي تعلقت بإيجاد الزرع والشجر والشمس والقمر .