ليس فيه مخالفة لنص القرآن ، ولا حتى لظاهره ، وإنما هو منسجم معه تمام الانسجام وهو مقتضى دلالة سياقه أيضاً . وأما إرادة الزوجات فليس لها ما يبررها ، لا على نحو الخصوص ، كما ادعاه عكرمة ، وأضرابه ، ولا على نحو الدخول في إطلاق الخطاب ، ولو مجازاً . ويتضح ذلك بالتأمل فيما يلي من مطالب : أهل اللغة ماذا يقولون : وبالمراجعة إلى أهل اللغة ، يتضح : أن إطلاق عبارة « أهل البيت » على الزوجات ، وكونهن مشمولات لها موضع شك كبير ، إن لم نقل : إنه يمكن الجزم بخلافه ، فقد قال الزبيدي : « ومن المجاز : الأهل للرجل : زوجته ويدخل فيه الأولاد » [1] . ومعنى هذا : أن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأم سلمة : إنك من أهلي قد ورد على سبيل المجاز أيضاً . وعند ابن منظور : سئل النبي ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم صل على محمد وآل محمد ، من آل محمد ؟ قال قائل : أهله ، وأزواجه . كأنه ذهب إلى أن الرجل تقول له : ألك أهل ؟