هل آية التطهير في قوة الشرطية : والغريب في الأمر هنا : أننا نجد البعض في حين يقول : إن إرادة إذهاب الرجس في آية التطهير تكوينية ، فإنه يعود ، فيناقض نفسه ، ويقول : إن الآية في قوة الشرطية . وحاصل ما يريد أن يقوله هنا هو : أن الله سبحانه قد أراد تطهير « أهل البيت » ، وإبعادهم عن كل رجس ، وأراد ملازمتهم للتقوى والعمل الصالح . فأصدر لهم أوامر وزواجر لأجل ذلك ، وهي ليست أوامر وزواجر امتحانية ، بل هي لإيصالهم إلى الفضائل ، وإبعادهم عن الرذائل . فيكون هنا قضية شرطية مفادها : أنهم إذا امتثلوا الأوامر ، واجتنبوا المناهي ، فإن الله يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تكويناً . فالإرادة الإلهية مشروطة بالطاعة منهم . وهذا نظير قولنا : أردنا أن يكون الماء رافعاً للعطش ، فإن مجرد الإرادة لا تكفي لذلك ، بل يشترط أن يشرب العطشان من هذا الماء . رغم أن رفع العطش يكون بالإرادة التكوينية [1] . ونقول : إن هذا الكلام عجيب وغريب حقاً :