بداية : لقد قيل في الفصول التي سبقت جلّ ما نريد أن نقوله في هذا الفصل ، الذي سوف نخصصه لطرح ما استدل به القائلون بأن زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أُرِدْنَ بآية التطهير ، إما وحدهن ، - كما قاله عكرمة ، الذي كان يذهب مذهب الخوارج - أو مع أصحاب الكساء ، كما قاله الآخرون من أهل السنة . وقد كان بالإمكان الاكتفاء بما تقدم من إيضاحات ، لولا أننا خشينا من أن يسبب ذلك بعض القلق لفريق من القراء الذين قد يخيل إليهم ، وجود أدلة - ذات قيمة ، قادرة على أن تثبت الرأي الآخر . . فآثرنا أن نأتي بكل ما قاله الآخرون لنضعه أمام القارئ بِعُجْرِهِ وبُجْرِهِ ، ثم نشير ولو إشارة خفيفة إلى بعض مواضع الوهن والخلل فيه . وقد رضينا أن نتحمل وزر بعض التكرار لما سبق ، والتأكيد المستمر عليه ، والتذكير به ، في مناسبات عدة ، مع التنويه أيضاً بأننا قد أوردنا في معظم المواضع هنا مناقشات وإشارات لم يسبق لها ذكر في الفصول المتقدمة ، ولا تدخل في دائرة الإعادة لأجل الإفادة . . فإلى ما يلي من مطالب ، والله الموفق ، وهو المستعان .