ومن الواضح : بناءً على الاحتمال الأقوى والأظهر ، أن صيرورة إنسان ما جزءاً من بيت النبوة منوط بحصول كمال الأهلية والاستعداد لنيل هذا المقام السامي . وإلا . . فإن أبا لهب ، لا يمكن أن يكون من بيت النبوة ، وكذلك الحال بالنسبة لولديه عتبة ومعتب ، الذين أسلما بعد نزول آية التطهير بزمان . - والله تعالى هو الذي يعرف أولئك الذين حصلوا على الكمالات التي تؤهلهم لهذا المقام ؛ فيخبر عنهم نبيه الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، ويعينهم ( صلى الله عليه وآله ) لنا - من خلال حديث الكساء ، وغيره من النصوص الثابتة عنه ( صلى الله عليه وآله ) . الرابع : التوجيه غير الوجيه : والملاحظة الأخرى التي سجلها بعض الكتاب هنا هي : أن حديث أم سلمة ، وأبي سعيد المتقدم في فصل النصوص يصطدم بحقيقة : كون آية التطهير ليست آية مستقلة ، وإنما هي جزء من آية ، فكيف يمكن أن يكون جزء الآية نازلاً في أمر ومناسبة وهو الحديث عن الزوجات ، والجزء الثاني ليس ناظراً إلى ذلك الأمر ، ولا يتعرض إلى تلك المناسبة ؟ ! [1] . ثم قال : « ومن الحق أن يقال : إن هذا الشمول « يعني لأهل الكساء » ، أو الحصر ، لا يكون مستقيماً إذا أريد الاستناد فيه إلى هذه الجملة القرآنية ، وسياقها ، وظروف نزولها .
[1] راجع : التفسير الحديث ج 8 ص 263 وقد أوضحنا مراده على النحو الذي تراه .