يملكه ، مكرم للغرباء . . . [1] . وقال عنه تلميذه الآخر عبد القاهر الرهاوي : تعذّر وجود مثله في أعصار كثيرة . . . أربى على أهل زمانه في كثرة السماع . . . وبرع على حفّاظ عصره في حفظ ما يتعلّق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير . . . [2] . وكان يقول : لو أنّ أحداً يأتي إليَّ بحديث واحد من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يبلغني لملأتُ فمه ذهباً [3] . وكان - ( رحمه الله ) - شديد التمسّك بسنن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فكان لا يسمع باطلاً أو يرى منكراً إلاّ غضب لله ، ولم يصبر على ذلك ولم يداهن فيه [4] . وكان لا يأكل من أموال الظلمة ، ولا قبل منهم مدرسة قطّ ولا رباطاً . . وكان يقرئ نصف نهاره الحديث ، ونصفه القرآن والعلم . وكان لا يخشى السلاطين ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يمكّن أحداً أن يعمل في مجلسه منكراً ولا سماعاً . . . [5] . وكان حسن الصلاة ، لم أرَ أحداً من مشايخنا أحسن صلاة منه ، وكان مشدّداً في أمر الطهارة لا يدع أحداً يمس مداسه ! . . . [6] .
[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد - لابن الدمياطي - : 96 . [2] تذكرة الحفّاظ [ : 1324 ] ، ذيل طبقات الحنابلة [ 1 / 325 ] . [3] الوافي بالوفيات [ 11 / 385 ] ، معجم الأُدباء [ 8 / 8 طبعة دار الفكر - بيروت ] . [4] معجم الأُدباء [ 8 / 18 طبعة دار الفكر - بيروت ] . [5] الرهاوي ، وعنه تذكرة الحفّاظ [ : 1326 ] ، وذيل طبقات الحنابلة [ 1 / 326 ] . [6] الرهاوي ، وعنه في ذيل طبقات الحنابلة [ 1 / 327 ] ، وفي سير أعلام النبلاء [ 21 / 43 ] .