والعشرين ممّن توفّوا فيما بين سنتَي 480 - 500 [1] وهاجمه هجوماً عنيفاً قاسياً ، وقال : هو أكذب من مسيلمة ! ! أظنّه كان في هذا العصر . وترجم له في ميزان الاعتدال 1 / 112 ، وقال : ذاك الكذّاب الدجّال ! واضع القصص التي لم تكن قطّ ، فما أجهله ! ! وأقلّ حياءه ؛ وما روى حرفاً من العلم بسند ، ويقرأ له في سوق الكتبيّين كتاب ضياء الأنوار ، ورأس الغول ، وشرّ الدهر ، وكتاب كلندجة ، وحصن الدولاب ، وكتاب الحصون السبعة وصاحبها هضام بن الجحّاف وحروب الإمام عليّ معه ، وغير ذلك . وترجم له ابن حجر في لسان الميزان 1 / 202 ، وأورد كلام الذهبي وزاد في الطين بلّة ! وما كان الرجل يستحقّ هذا الهجوم العنيف ، فإنّه لم يضع حديثاً ينسبه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا وقع في إسناد حديث باطل يُتّهم به ، وكلّ ما هنالك أنّه ألّف كتباً بأُسلوب قصصي وقلم روائي كما وصفه الذهبي بالقصّاص ، وواضع القصص . والكاتب القصصي لا يفترض فيه أن يتحرّى الصدق ، فالقصّة بطبعها نسج خيال وتصوير رؤى ، ولكنّ الذهبي ينظر إلى الكتب بمنظار محدِّث ! ! ويطالب كلّ كاتب وقائل بإسناد صحيح ! ! مع أنّ كتب البكري أسماؤها توحي بأنّها قصص وروايات مثل : رأس الغول ، وكلندجة ، وما شاكل . وقد كانت القصص والروايات منتشرة متداولة في الناس منذ بدايات
[1] وأمّا الأبّ شيخو فقد ذكره في شرح مجاني الأدب : 312 ، وذكر أنّه توفّي في أواسط القرن الثالث للهجرة ! حكاه عنه سركيس في معجم المطبوعات 1 / 578 عند ذكره للبكري هذا ، وعدّ كتبه المطبوعة ولم يستوفها ، وإنّما استوفاها بروكلمن في تاريخ الأدب العربي ، الترجمة العربية 6 / 221 - 223 ، فقد ترجم للبكري هذا ووصفه بالواعظ ! ونسبه بصرياً ! وعدّد كتبه المخطوطة وأماكن وجودها وما طبع منها وتكرّر طبعاتها ، وحكى عن وستنفلد أنّه أرّخ وفاته عقب سنة 950 بقليل ! ! .