responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهل البيت ( ع ) في المكتبة العربية نویسنده : السيد عبد العزيز الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 152


عمره ، بل كاد أن يتناول التسعين . . وعلم هذا الرجل واعتراف مؤرّخيهم ومترجميهم بشيخوخته للإسلام . . وغربته وكونه ضيفاً عليهم . . وقدسيّة مقصده ، فإنّه خرج حاجّاً .
كل هذه الأُمور ، وواحد منها - عند الإنسان ، بل المسلم - شافع للرجل ، موجب له التكريم وحفظ الجانب وقضاء الحاجة . . .
ولكن لم يشفع له أيّ واحد من هذه الخصال الأربع ؛ لما انطوت عليه حنايا ضلوعهم من وحشيّة دونها وحشيّة كواسر السباع ، وكفى بالطفّ الشريف وحوادثه عبرة .
وقد يسأل سائل : لماذا كل هذا ! ؟ هل اعتدى على حرماتهم ؟ أم أجّج الفتنة في بلادهم ؟ أم نازعهم في دنياهم ؟ أم . . أم . . .
كل هذا لم يكن ، والرجل شيخ في التسعين من عمره ، قد أدبرت عنه الدنيا بكل أسبابها . .
وقد صرّح مترجموه بالسبب ، إنّهم سألوه أن يكذب لهم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليُعلي من شأن معاوية ! فرأى الشيخ نفسه وقد عرق جبينه ونكس رأسه - وهو هامة اليوم أو غد - أمام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي سيلاقيه بعد قليل من الأيام ، وسيسأله : لماذا لم يرع حرمته ؟ ولماذا لم يحترم نفسه - هو - وشيبته وعلمه ؟
فأبى الشيخ أن يكذب ، وجابههم بالحقّ الصراح « لا أشبع الله بطن معاوية » فكان ما كان ممّا سيظلّ سبّة في جبهة تأريخهم ولطخة عار لا تمحى .
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون .

152

نام کتاب : أهل البيت ( ع ) في المكتبة العربية نویسنده : السيد عبد العزيز الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست