responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي    جلد : 1  صفحه : 74


قال ابن تيمية في منهاجه : وكلّ هذا باجتهاد سائغ ، كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذة به ( 1 ) .
نعم كان كل ذلك باجتهاد سائغ في مقابل النص عند ابن تيمية وإمامه ، وإن صار سبباً لافتراق الأمة وضلالة الملايين من أهل الملة وقتل مئات الآلاف ، ومع كل ذلك رفع الله المؤاخذة به ! !
وهذا عجيب جداً ، فالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " إئتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده ولا يختلف منكم اثنان ولا يظلمكم أحد " ، والخليفة يمنع من ذلك ، وابن تيمية يسوغ له مع مشاهدته لِمَا جاء على المسلمين وما وقع فيه الاسلام بسبب المنع من تلك الوصية .
وعندما وقفت على هذه القصة الأليمة - بل المصيبة العظيمة - فهمت أن في التاريخ حوادث مخفية عنا ووقائع مستورة ، وتعجبت من صنيع الخليفة ونسبته تلك الكلمات الشنيعة إلى الرسول الأكرم الذي لا ينطق عن الهوى ، ومن كيفية جرأته على ساحة الرسالة وناموس الوحي ، ومنعه من كتابة الوصية الضامنة لحماية الأمة من الضلالة .
وأعجب من ذلك مخالفة الخليفة لكتاب الله في قوله : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) ، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ ) ( 2 ) ، وغيرها من الآيات التي أمر الله تعالى فيها بإطاعة


1 - منهاج السنة : 3 / 134 - 136 . 2 - سورة الحشر : 7 ، وسورة الحجرات : 2 ، وسورة القتال : 33 .

74

نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست