نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 65
فبإضافة جملة : ( استفهموه ) حاول بعض الرواة أن يصرف كلام عمر ومن وافقه من الصحابة عن الإخبار إلى الاستفهام ، بادعاء أن الهمزة الداخلة على ( أهجر ) لم تكن همزة باب الإفعال بل حرف استفهام . فقال ابن الأثير : أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض ؟ وهذا أحسن ما يقال فيه ، ولا يجعل إخباراً فيكون من الفحش أو الهذيان ، والقائل عمر ، ولا يظن به ذلك . وقال القاري - بعد أن ذكر كلام ابن الأثير المذكور - : قال الخطابي : ولا يجوز أن يحمل قول عمر على أنه توهم الغلط على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو ظن به غير ذلك مما لا يليق بحاله ، لكنه لما رأى ما غلب عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الوجع وقرب الوفاة مع ما غشيه من الكرب ، خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض مما لا عزيمة له فيه ، فيجد المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين ، وقد كان أصحابه يراجعونه في بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتم ، كما راجعوه يوم الحديبية في الخلاف وفي كتاب الصلح بينه وبين قريش . . وذكر النووي كلام الخطابي في شرحه ، ونقل العسقلاني شيئاً منه في الفتح ( 1 ) . فكان على الخطابي أن يقول : وحالة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أنستهم قول الله
1 - النهاية لابن الأثير : 5 / 246 ، مرقاة المفاتيح : 5 / 498 - 499 ، شرح صحيح مسلم : 11 / 100 ، فتح الباري : 1 / 279 حول ح : 114 .
65
نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 65