نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 320
فبعد ما تقدم نقول لإخواننا المخلصين من أهل السنّة : إنّكم تلاحظون كيف وصل الحديث إلى درجة من الصحّة ممّا تواتر عن نحو مائة شخص من الصحابة ، كما حكاه بعض الشافعيّة ، وإذا كان الحديث بهذه الدرجة من الصحّة فلماذا لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ؟ ! وكيف تعتمدون أنتم على من كانت أمانته في العلم بهذه المثابة ؟ وكيف تكتفون بآثار هؤلاء في دينكم ؟ وقد تبرّع مسلم فأخرج صدر الحديث في صحيحه - كما يأتي في حديث الثقلين - وترك منه ما يتعلق بولاية عليّ ( عليه السلام ) ، وأمّا البخاري فطرحه رأساً لم يخرجه لا هذا ولا ذاك ، حتى أنّه لم يخرجه في تاريخه إلاّ بسند معلول ; فإنه أخرج عن عبيد عن يونس عن إسماعيل عن جميل بن عامر أنّ سالماً حدّثه سمع مَنْ سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم غدير خمّ : " من كنت مولاه فعليّ مولاه " . ( 1 ) فأنت تلاحظ كيف اختار البخاري من بين تلك الطرق الكثيرة الصحاح والحسان - كما قاله الحافظ ابن حجر - ذلك الطريق السقيم كي يقول في آخره : في إسناده نظر . حكى الجويني عن الواحدي أنه قال - بعد روايته حديث " من كنت مولاه فعلي مولاه " - : هذه الولاية التي أثبتها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي مسؤول عنها يوم القيامة ( 2 ) .
1 - التاريخ الكبير : 1 / 375 م : 1191 . 2 - فرائد السمطين : 1 / 78 ح : 46 ، وراجع في ذلك : شواهد التنزيل : 2 / 106 - 108 ح : 785 - 790 .
320
نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 320