نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 88
داود مثل هذه المدينة فبعث معاوية إلى كعب الأحبار فقال له يا أبا إسحاق هل بلغك أن في الدنيا مدينة مبنية بالذهب والفضة وعمدها زبرجد وياقوت وحصار قصورها وغرفها اللؤلؤ وأنهار في الأزقة تجري من تحت الأشجار . قال كعب أما هذه المدينة صاحبها شداد بن عاد الذي بناها وأما المدينة فهي * ( إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ) * وهي التي وصفها الله عز وجل في كتابه المنزل على نبيه محمد ( ص ) وذكر أنه * ( لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ ) * . قال معاوية حدثنا بحديثها فقال إن عاد الأولى وليس بعاد قوم هود كان له ابنان سمى أحدهما شديدا والآخر شدادا فهلك عاد وبقيا وملكا وتجبرا وأطاعهما الناس في الشرق والغرب فمات شديد وبقي شداد فملك وحده لم ينازعه أحد وكان مولعا بقراءة الكتب وكان كلما سمع بذكر الجنة وما فيها من البنيان والياقوت والزبرجد رغب أن يفعل مثل ذلك في الدنيا عتوا على الله عز وجل فجعل على صنعتها مائة رجل تحت كل واحد ألف من الأعوان فقال انطلقوا إلى أطيب فلاة في الأرض وأوسعها واعملوا لي فيها مدينة من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ولؤلؤ واصنعوا تحت تلك المدينة أعمدة من زبرجد وعلى المدينة قصورا وعلى القصور غرفا وفوق الغرف غرف واغرسوا تحت القصور وفي أزقتها أصناف الثمار كلها وأجروا فيها الأنهار حتى تكون تحت أشجارها فإني أرى في الكتب صفة الجنة وأنا أحب أن أجعل مثلها في الدنيا قالوا له كيف نقدر على ما وصفت لنا من الجواهر والذهب والفضة حتى يمكننا أن نبني مدينة كما وصفت قال شداد ألا تعلمون أن ملك الدنيا بيدي قالوا بلى قال انطلقوا إلى كل معدن من معادن الجواهر والذهب والفضة فوكلوا بها حتى تجمعون ما تحتاجون إليه وخذوا جميع ما تجدونه في أيدي الناس من الذهب والفضة فكتبوا إلى ملك الشرق والغرب فجعلوا يجمعون الجواهر عشر سنين فبنوا له هذه المدينة في مدة ثلاثمائة سنة وعمر شداد تسعمائة سنة فلما أتوه وأخبروه بفراغهم منها قال فانطلقوا فاجعلوا عليها حصنا واجعلوا حول الحصن ألف قصر عند كل قصر ألف علم يكون في كل قصر من القصور وزير من وزرائي فرجعوا وعملوا ذلك كله ثم أتوه فأخبروه بالفراغ منها كما أمرهم فأمر الناس بالتجهيز إلى إرم ذات العماد فأقاموا في تجهيزهم إليها عشر سنين ثم سار الملك يريد إرم فلما كان من المدينة على مسيرة يوم وليلة بعث الله عز وجل عليه وعلى جميع من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم ولا دخل إرم ولا أحد ممن كان معه فهذه صفة إرم ذات العماد
88
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 88