نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 72
رقبتها رفعته بيديها حتى ذهب بها الماء فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي وأما امرأة نوح فقال الله فيها وفي امرأة لوط * ( كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) * قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون وإذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه وكان ذلك خيانتهما لهما وما بغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما في الدين . قال السدي كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين . وقيل كانتا منافقتين . وقال الضحاك خيانتهما النميمة إذ أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين واسم امرأة نوح واغلة واسم امرأة لوط واهلة وقال مقاتل والفة وواهلة . وفي تفسير علي بن إبراهيم : * ( كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) * والله ما عنى بقوله * ( فَخانَتاهُما ) * إلا الفاحشة أقول ينبغي حمل الفاحشة هنا على معناها اللغوي وهو ما تفاحش قبحه ولا قبح أكبر من الكفر والنفاق وفيه أيضا عن أمير المؤمنين ( ع ) عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله ( ع ) قال : بقي نوح ( ع ) في قومه ثلاثمائة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه فهم أن يدعو عليهم عند طلوع الشمس فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة قالوا له نسألك أن لا تدعو على قومك قال نوح قد أجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتى عليهم ستمائة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية فقالوا نسألك أن لا تدعو على قومك فقال نوح قد أجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتى عليهم تسعمائة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فأنزل الله عز وجل * ( أَنَّه لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) * فقال نوح ( ع ) * ( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ) * فأمره الله عز وجل أن يغرس النخل فكان قومه يسخرون به ويقولون شيخ يغرس النخل فلما أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل أمره الله أن ينحت السفينة وأمر جبرئيل ( ع ) أن يعلمه فقدر طولها في الأرض ألفا ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء ثمانون ذراعا فقال يا رب من يعينني على اتخاذها فأوحى الله إليه ناد في قومك من أعانني عليها ونجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا وفضة
72
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 72