نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 64
أقبض روحك بين الرابعة والخامسة فقلت يا رب كيف يكون هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام وكل سماء وما بينهما كذلك فكيف يكون هذا ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله تعالى * ( ورَفَعْناه مَكاناً عَلِيًّا ) * قال وسمي إدريس لكثرة دراسته الكتب وقال رسول الله ( ص ) أنزل الله على إدريس ثلاثين صحيفة وعن أمير المؤمنين ( ع ) أن إدريس ( ع ) رفعه الله * ( مَكاناً عَلِيًّا ) * وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته وفي قصص الأنبياء للشيخ الراوندي طاب ثراه بإسناده إلى أبي جعفر ( ع ) قال قال رسول الله ( ص ) إن ملكا من الملائكة كانت له منزلة فأهبطه الله من السماء إلى الأرض فأتى إدريس فقال اشفع لي عند ربك فصلى ثلاث ليال لا يفتر وصام أيامها لا يفطر ثم طلب إلى الله في السحر للملك فأذن له في الصعود إلى السماء فقال له الملك أحب أن أكافيك فاطلب حاجة فقال تريني ملك الموت لعلي آنس به فإنه ليس يهنؤني مع ذكره شيء فبسط جناحه ثم قال اركب فصعد به فطلب ملك الموت في السماء الدنيا فقيل إنه قد صعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة فقال لملك الموت ما لي أراك قاطبا قال أتعجب أني كنت تحت ظل العرش حتى أمرت أن أقبض روح إدريس بين السماء الرابعة والخامسة فسمع ذلك إدريس فانتفض من جناح الملك وقبض ملك الموت روحه مكانه وذلك قوله تعالى * ( واذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّه كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا ورَفَعْناه مَكاناً عَلِيًّا ) * وفي الكتاب أيضا بإسناده إلى ابن عباس قال : كان إدريس النبي ( ع ) يسبح النهار ويصومه ويبيت حيث ما جنه الليل ويأتيه رزقه حيث ما أفطر وكان يصعد له من العمل الصالح مثل ما يصعد لأهل الأرض كلهم فسأل ملك الموت ربه في زيارة إدريس وأن يسلم عليه فأذن له فنزل وأتاه فقال إني أريد أن أصحبك فأكون معك فصحبه وكانا يسبحان النهار ويصومانه فإذا جنهما الليل أتي إدريس فطوره فيأكل ويدعو ملك الموت إليه فيقول لا حاجة لي فيه ثم يقومان يصليان وإدريس يصلي ويفتر وينام وملك الموت يصلي ولا ينام ولا يفتر فمكثا بذلك أياما ثم إنهما مرا بقطيع غنم وكرم قد أينع فقال ملك الموت هل لك أن تأخذ من ذلك حملا أو من هذا عناقيد فتفطر عليه فقال سبحان الله أدعوك إلى مالي فتأبى فكيف تدعوني إلى مال الغير ثم قال إدريس ( ص ) قد صحبتني وأحسنت فيما بيني وبينك من أنت قال أنا ملك الموت قال :
64
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 64