نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 433
وقال علي بن إبراهيم في قوله * ( وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) * قال هو يونس ( ع ) . قوله * ( فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ) * قال أنزله على أشد الأمرين فظن به أشد الظن . وقال إن جبرئيل ( ع ) استثنى في هلاك قوم يونس ( ع ) ولم يسمعه يونس ( ع ) قلت ما كان حال يونس ( ع ) لما ظن أن الله لم يقدر عليه قال من أمر شديد قلت وما كان سببه حتى ظن أن الله لم يقدر عليه قال وكله إلى نفسه طرفة عين وعن أبي عبد الله ( ع ) قال : سمعت أم سلمة النبي ( ص ) يقول في دعائه اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا فسألته في ذلك فقال ( ص ) يا أم سلمة وما يؤمنني وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان ( عيون الأخبار ) في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا ( ع ) عن قول الله عز وجل * ( وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ) * فقال الرضا ( ع ) ذلك يونس بن متى * ( ذَهَبَ مُغاضِباً ) * لقومه * ( فَظَنَّ ) * بمعنى استيقن * ( أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ) * أي لن نضيق عليه رزقه ومنه قوله عز وجل * ( وأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاه فَقَدَرَ عَلَيْه رِزْقَه ) * أي ضيق عليه وقتر * ( فَنادى فِي الظُّلُماتِ ) * ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت * ( أَنْ لا إِله إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) * بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت . يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالى هذا التأويل الوارد في أن سند هذا الحديث هو الموافق لمذهب الإمامية رضوان الله عليهم . وأما ما وقع في الخبر الأول فهو موافق لمذاهب العامة . العياشي عن الباقر ( ع ) في حديث طويل قال فيه : إنه بعد ما سأل يونس ربه نزول العذاب على قومه أن فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف وأنا الحكم العدل سبقت رحمتي غضبي لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك وهم يا يونس عبادي أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم وإنما بعثتك إلى قومك لتعطف إليهم وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي والعالم بمداواة الداء فخرقت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ثم سألتني من سوء نظرك العذاب
433
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 433