responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 415


فأتى الغلام باب الملك فلما قال ذلك لخاصته ضحكوا وتعجبوا من قوله ودخلوا على الملك وأخبروه بما قال الغلام مستهزءين به فاستحضره الملك . فلما دخل على الملك وخطب ابنته قال الملك مستهزئا به لا أعطيك ابنتي إلا أن تأتيني من اللئالئ واليواقيت والجواهر كذا وكذا ووصف له ما لا يوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا فقال الغلام أنا أذهب وآتيك بجواب هذا الكلام فرجع إلى عيسى ( ع ) فأخبره بما جرى فذهب به عيسى ( ع ) إلى خربة فيها أحجار ومدر كبار فدعا الله تعالى فصيرها كلها من جنس ما طلب الملك وأحسن منها فقال يا غلام خذ منها ما تريد واذهب به إلى الملك فلما أتى الملك بها تحير الملك وأهل مجلسه في أمره وقالوا لا يكفينا هذا فرجع إلى عيسى ( ع ) فأخبره فقال اذهب إلى الخربة وخذ منها ما تريد واذهب بها إليهم فلما رجع بأضعاف ما أتى به أولا زادت حيرتهم وقال الملك إن لهذا شأنا غريبا فخلا بالغلام واستخبره عن الحال فأخبره بكل ما جرى بينه وبين عيسى وما كان من عشقه لابنته فعلم الملك أن الضيف هو عيسى ( ع ) فقال قل لضيفك يأتيني ويزوجك ابنتي فحضر عيسى ( ع ) وزوجها منه وبعث الملك ثيابا فاخرة إلى الغلام فألبسها إياه وجمع بينه وبين ابنته تلك الليلة فلما أصبح طلب الغلام وكلمه فوجده عاقلا فهما فلم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعله الملك ولي عهده ووارث ملكه وأمر خواصه وأعيان مملكته ببيعته وطاعته فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فأجلسوا الغلام على سرير الملك وأطاعوه وسلموا إليه خزائنه فأتاه عيسى ( ع ) في اليوم الثالث ليودعه فقال الغلام أيها الحكيم إن لك علي حقوقا لا أقوم بشكر واحد منها ولكن عرض في قلبي البارحة أمر لو لم تجبني عنه لم أنتفع بشيء مما حصلتها لي فقال وما هو قال الغلام إنك قدرت على أن تنقلني من تلك الحالة الخسيسة إلى تلك الدرجة الرفيعة في يومين فلم لا تفعل هذا لنفسك وأراك في تلك الحالة فلما أحفى في السؤال قال له عيسى إن العالم بالله وبدار ثوابه وكرامته والبصير بفناء الدنيا وخستها لا يرغب إلى هذا الملك الزائل وإن لنا في قربه تعالى ومعرفته ومحبته لذات روحانية لا تعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا فلما أخبر بعيوب الدنيا وآفاتها ونعيم الآخرة ودرجاتها قال الغلام فلي عليك حجة أخرى لم اخترت لنفسك ما هو أولى وأحرى وأوقعتني في هذه البلية الكبرى فقال عيسى ( ع ) إنما اخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك وذكائك وليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر وأوفى وتكون حجة على غيرك فترك الغلام الملك ولبس أثوابه البالية وتبع عيسى ( ع ) فلما رجع إلى الحواريين

415

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست