نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 365
وإذا جنه الليل شد يديه إلى عنقه فلا يزال قائما حتى يصبح باكيا وكان قوته من سفائف الخوص يعملها بيده وإنما سألك الملك ليقهر ملوك الكفر . وكان إذا ركب حمل أهله وحشمه وخدمه وكتابه وقد اتخذ مطابخ ومخابز يحمل فيها تنانير الحديد وقدور عظام يسع كل قدر عشر جزائر وقد اتخذ ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون ويخبز الخبازون وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض والريح تهوي بهم . فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك ملك مدينة الرسول ( ص ) فقال سليمان ( ع ) هذا دار هجرة نبي في آخر الزمان طوبى لمن آمن به وطوبى لمن اتبعه ورأى حول البيت أصناما تعبد من دون الله . فلما جاوز سليمان البيت بكى البيت فأوحى الله إليه ما يبكيك قال يا رب أبكاني هذا نبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا بي فلم يهبطوا ولم يصلوا عندي ولم يذكروك بحضرتي والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله تعالى إليه لا تبك فإني سوف أملؤك وجوها سجدا وأنزل فيك قرآنا جديدا وأبعث منك نبيا في آخر الزمان أحب أنبيائي إلي وأجعل فيك عمارا من خلقي يعبدونني وأفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلى وكورها ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها وأطهرك من الأوثان . وروي أن سليمان ( ع ) لما ملك بعد أبيه أمر باتخاذ كرسي ليجلس عليه للقضاء وأمر أن يعمل مهولا بديعا بحيث لو رآه مبطل ارتدع فعمل له كرسي من أنياب الفيلة وفصصوه بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد وأنواع الجواهر وحففوه بأربع نخلات من ذهب شماريخها الياقوت الأحمر والزمرد الأخضر على رأس نخلتين منهما طاوسان من ذهب وعلى رأس الأخريين نسران من ذهب بعضها مقابلا لبعض وجعلوا من جنبي الكرسي أسدين من الذهب على رأس كل واحد منهما عمودا من الزمرد الأخضر وقد عقدوا على النخلات أشجار كروم من الذهب الأحمر واتخذوا عناقيد من الياقوت الأحمر بحيث يظل عريش الكروم والنخل والكرسي . وكان سليمان إذا أراد الصعود وضع قدميه على الدرجة السفلى فيستدير الكرسي كله بما فيه دوران الرحى المسرعة وتنشر تلك النسور والطواويس أجنحتها ويبسط الأسدان أيديهما فيضربان الأرض بذنبيهما وكذلك كل درجة يصعدها سليمان ( ع ) فإذا
365
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 365