نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 23
باعتبار القوة العقلية فنحن نقيم بما يتوقع منها سليما عن معارضة تلك المفاسد وغفلوا عن فضيلة كل واحد من القوتين إذا صارت مهذبة مطاوعة للعقل متمرنة على الخير كالعفة والشجاعة ولم يعلموا أن التركيب يفيد ما يقصر عنه الآحاد كالإحاطة بالجزئيات واستخراج منافع الكائنات من القوة إلى الفعل الذي هو المقصود من الاستخلاف . وأما تعليم آدم الأسماء فبخلق علم ضروري فيه أو أنه ألقاه في روعه . وقوله * ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ ) * أي المسميات المدلول عليها ضمنا . وأما ما يقال من أنه كان للملائكة أن يقولوا لو علمتنا كما علمت آدم لعلمنا مثله فجوابه أنهم أجابوا أنفسهم بقولهم * ( إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) * . وذلك أن مقتضى الحكمة وضع الأشياء مواضعها على وفق الحكمة فحكمته تعالى إنما اقتضت إلقاء التعليم إلى آدم لا إلى الملائكة وروى الصدوق بإسناده إلى أبي عبد الله ( ع ) قال : إنما سمي آدم ( ع ) لأنه خلق من أديم الأرض قال الصدوق اسم الأرض الرابعة أديم وخلق منها آدم فلذلك قيل من أديم الأرض وقال عليه السّلام سميت حواء لأنها من حي يعني آدم ع وقد اختلف في اشتقاق اسم آدم ( ع ) فقيل اسم أعجمي لا اشتقاق له كآزر . وقيل إنه مشتق من الأدمة بمعنى السمرة لأنه كان أسمر اللون وقيل من الأدم بمعنى الألفة والاتفاق . وأما اشتقاق حواء من حي أو الحيوان فهو من الاشتقاقات الشاذة أو الجعلية كلابن وتامر وروى الصدوق رحمه الله أيضا عن ابن سلام أنه قيل للنبي ( ص ) هل خلق آدم من الطين كله أو من طين واحد قال بل من الطين كله ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا وكانوا على صورة واحدة قال فلهم في الدنيا مثل ذلك قال التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر يعني شديد الحمرة وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح فلذلك صار الناس فيهم أبيض وفيهم أصفر وفيهم أسود وعلى ألوان التراب الحديث وعن أمير المؤمنين ( ع ) إن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل ( ع ) وأمره أن يأتيه من أديم الأرض بأربع طينات طينة بيضاء وطينة حمراء وطينة غبراء وطينة سوداء وذلك من سهلها وحزنها ثم أمره أن يأتيه بأربع مياه عذب وماء مالح وماء مر وماء منتن ثم أمره أن يفرغ الماء في الطين فجعل الماء العذب في حلقه وجعل الماء المالح في عينيه وجعل الماء المر في أذنيه وجعل الماء المنتن في أنفه
23
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 23