نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 201
عير وأن الأنبياء لا يصبرون على التعيير الأمالي بإسناده إلى الصادق ( ع ) أن أيوب ( ع ) مع جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة ولا قبحت له صورة ولا خرجت منه مدة ولا دم ولا قيح ولا استقذره أحد رآه ولا استوحش منه أحد شاهده ولا تدود شيء من جسده وهكذا يصنع الله عز وجل من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج . وقد قال النبي ( ص ) أعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وإنما ابتلاه الله عز وجل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لكيلا يدعوا له الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالى متى شاهدوه وليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى على ضربين استحقاق واختصاص ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه ولا فقيرا لفقره ولا مريضا لمرضه وليعلموا أنه يسقم من يشاء ويشفي من يشاء كيف يشاء بأي سبب شاء ويجعل ذلك عبرة لمن شاء وشقاوة لمن شاء وسعادة لمن شاء وهو عز وجل في جميع ذلك عدل في قضائه وحكيم في أفعاله لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم ولا قوة إلا به . أقول هذا الحديث كما قاله شيخنا المحدث أبقاه الله تعالى أوفق بأصول متكلمي الإمامية من كونهم عليهم السّلام منزهين عما يوجب تنفر الطبائع عنهم فتكون الأخبار الأخر محمولة على التقية لموافقتها روايات العامة لكن إقامة الدليل على نفي ذلك عنهم ولو بعد ثبوت نبوتهم وحجتهم لا يخلو من إشكال مع أن الأخبار الدالة على ثبوتها أكثر وأصح وبالجملة للتوقف فيه مجال . وقال السيد الأجل علم الهدى قدس الله ضريحه فإن قيل أفتصححون ما روي من أن الجذام أصابه حتى تساقطت أعضاؤه . قلنا أما العلل المستقذرة التي تنفر من رآها وتوحشه كالبرص والجذام فلا يجوز شيء منها على الأنبياء عليهم السّلام لما تقدم ذكره لأن النفور ليس يوافق على الأمور القبيحة بل قد يكون من الحسن والقبيح معا وليس ينكر أن تكون أمراض أيوب ( ع ) وأوجاعه ومحنه في جسمه ثم في أهله وماله بلغت مبلغا عظيما تزيد في الغم والألم على ما ينال المجذوم وليس ينكر تزايد الألم فيه ( ع ) وإنما ينكر ما اقتضى التنفير
201
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 201