نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 199
أصابته الفتنة في بلائه فيقول يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب ( ع ) فيقال أبليتك أشد أم بلية هذا فقد ابتلي ولم يفتتن تفسير علي بن إبراهيم بإسناده إلى الصادق ( ع ) قال أبو بصير سألته عن بلية أيوب ( ع ) التي ابتلي بها في الدنيا لأي علة كانت قال لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا وأدى شكرها وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس من دون العرش فلما صعد ورأى شكر نعمة أيوب حسده إبليس فقال يا رب إن أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه ما أدى إليك شكر نعمة أبدا فقيل له قد سلطتك على ماله وولده قال فانحدر مسرعا خشية أن تدركه رحمة الله عز وجل فلم يبق له مالا وولدا إلا أعطاه فازداد أيوب لله شكرا وحمدا قال فسلطني على زرعه قال قد فعلت فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد أيوب لله شكرا وحمدا فقال يا رب سلطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه ولسانه وسمعه فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه فبقي في ذلك دهرا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود وكانت تخرج من بدنه فيردها ويقول لها ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه فنتن حتى أخرجه أهل القرية من القرية وألقوه في المزبلة خارج القرية وكانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم وعليها تتصدق من الناس بما تجده فلما طال عليه البلاء ورأى إبليس صبره أتى أصحابا له كانوا في الجبال رهبانا وقال لهم مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته فركبوا بغالا شهبانا وجاؤا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه فقرنوا بعضها إلى بعض ثم مشوا إليه وكان فيهم شاب حدث السن فقعدوا إليه فقالوا يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك وما ترى ابتلاءك بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحد إلا من أمر كنت تسره فقال أيوب وعزة ربي إنه ليعلم أني ما أكلت طعاما إلا وعلى خواني يتيم أو ضعيف يأكل معي وما عرض لي أمران كليهما طاعة إلا أخذت بأشدهما على بدني فقال الشاب سوءة لكم عمدتم إلى نبي الله فعيرتموه حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسرها فقال أيوب لو جلست مجلس الخصم منك لأدليت بحجتي فبعث الله إليه غمامة فنطق فيها ناطق بعشرة آلاف لسان أو ستة آلاف لغة يا أيوب أدل بحجتك فإني
199
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 199