نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 196
ألا ترى أن السلطان الكبير إذا نصب محتسبا فإذا أراد تربيته مكنه من إقامة الحسبة عليه ليصير ذلك سببا في أن لا يبقى في قلب أحد منازعة ذلك المحتسب في إقامة الحسبة فكذلك هاهنا . الوجه السابع لعل الله تعالى أمر يعقوب بتلك السجدة لحكمة خفية لا يعرفها إلا هو كما أمر الملائكة بسجودهم لآدم لحكمة لا يعرفها إلا هو ويوسف ( ع ) ما كان راضيا بذلك في قلبه إلا أنه لما علم أن الله أمره بذلك سكت انتهى . أقول أفعال الأنبياء عليهم السّلام غير محتاجة إلى هذه التكلفات لأن النبي لا ينطق عن الهوى . وهذا السجود الذي رآه يوسف ( ع ) في المنام ومنام الأنبياء نوع من الوحي . فما أوحى إلى يوسف في المنام أوحاه إلى يعقوب في اليقظة كما أن رؤيا إبراهيم ذبح ولده صار سببا لوجوب ذلك الذبح عليه في اليقظة . وسواء كان ذلك السجود ليوسف ( ع ) أو لله تعالى شكرا على الوجدان أو غير ذلك لا إشكال فيه لأن السجود ليوسف إذا كان بأمر الله تعالى فهو سجود لله لأنه وقع امتثالا لأمره كالسجود إلى القبلة دون باقي الجهات . والله أعلم ورسوله وأهل بيته المعصومون سلام الله عليهم أجمعين
196
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 196