responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 190


أضله عن طريق الهدى وعند هذا فقول هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلى يوسف ( ع ) هذه الفضيحة إن كانوا من أتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله على طهارته وإن كانوا من أتباع إبليس وجنوده فليقبلوا شهادة إبليس على طهارته ولعلهم يقولون كنا في ابتداء الأمر تلامذة إبليس إلا أنا زدنا عليه في السفاهة كما قال الحروري وكنت فتى من جند إبليس فارتقى * بي الأمر حتى صار إبليس من جندي فلو مات قبلي كنت أحسن بعده * طرائق فسق ليس يحسنها بعدي فثبت بهذه الدلائل أن يوسف ( ع ) بريء عما يقوله هؤلاء الجهال وإذا عرفت هذا فنقول الكلام على ظاهر هذه الآية يقع في مقامين المقام الأول أن نقول لا نسلم أن يوسف ( ع ) هم بها والدليل أنه تعالى قال * ( وهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّه ) * وجواب لو لا هاهنا مقدم وهو كما يقال قد كنت من الهالكين لو لا أخلصك . ثم ذكر للزجاج سؤالات وأجاب عنها ثم قال المقام الثاني في الكلام على هذه الآية أن نقول سلمنا أن الهم قد حصل إلا أنا نقول إن قوله * ( وهَمَّ بِها ) * لا يمكن حمله على ظاهره لأن تعليق الهم بذات المرأة محال لأن الهم من جنس القصد ولا يتعلق بالذوات الباقية فثبت أنه لا بد من إظهار فعل مخصوص يجعل متعلق ذلك الهم وذلك الفعل غير مذكور فهم زعموا أن ذلك المضمر هو إيقاع الفاحشة ونحن نضمر شيئا يغاير ما ذكروه وبيانه من وجوه الوجه الأول أنه ( ع ) هم بدفعها عن نفسه ومنعها من ذلك القبيح لأن الهم هو القصد فوجب أن يحمل في كل واحد على القصد الذي يليق به فاللائق بالمرأة القصد إلى تحصيل اللذة والتمتع والقصد اللائق بالرسول المبعوث إلى الخلق وإلى زجر العاصي عن معصيته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هممت بفلان أي بضربه ودفعه فإن قالوا فعلى هذا التقدير لا يبقى لقوله * ( لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّه ) * فائدة . قلنا فيه أعظم الفوائد وهو أنه تعالى أعلم يوسف ( ع ) لو اشتغل بدفعها عن نفسه فربما تعلقت به فكان يتمزق ثوبه من قدام وكان في علم الله تعالى أن

190

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست