responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 189


واعلم أن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة يوسف وتلك المرأة وزوجها والنسوة والشهود ورب العالمين شهد ببراءته عن الذنب وإبليس أيضا أقر ببراءته من المعصية وإذا كان الأمر كذلك فحينئذ لم يبق للمرء المسلم توقف في هذا الباب . أما بيان أن يوسف ( ع ) ادعى البراءة من الذنب فهو قوله ( ع ) * ( هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ) * وقوله * ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْه ) * . وأما بيان أن المرأة اعترفت بذلك فلأنها قالت للنسوة * ( ولَقَدْ راوَدْتُه عَنْ نَفْسِه فَاسْتَعْصَمَ ) * وأيضا قالت * ( الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُه عَنْ نَفْسِه وإِنَّه لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) * . وأما بيان أن زوج المرأة أقر بذلك فهو قوله * ( إِنَّه مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا واسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ) * . وأما الشهود فقوله * ( شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُه قُدَّ مِنْ قُبُلٍ ) * إلى آخر الآية . وأما شهادة الله فقوله * ( كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْه السُّوءَ والْفَحْشاءَ إِنَّه مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) * فقد شهد الله في هذه الآية على طهارته سبع مرات أولها قوله * ( لِنَصْرِفَ عَنْه السُّوءَ ) * واللام للتأكيد والمبالغة . والثاني قوله * ( والْفَحْشاءَ ) * أي كذلك يصرف عنه الفحشاء . والثالث قوله * ( مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) * مع أنه قال تعالى * ( وعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ) * . الرابع قوله * ( الْمُخْلَصِينَ ) * وفيه قراءتان تارة باسم الفاعل وتارة باسم المفعول فوروده باسم الفاعل دل على كونه إتيانا بالطاعات والقربات مع صفة الإخلاص ووروده باسم المفعول يدل على أن الله تعالى أخلصه لنفسه وعلى كلا الوجهين فإنه من أدل الألفاظ على كونه منزها مما أضافوه إليه . وأما بيان أن إبليس أقر بطهارته فلأنه قال * ( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) * فأقر بأنه لا يمكنه إغواء المخلصين ويوسف من المخلصين لقوله تعالى * ( إِنَّه مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) * وكان هذا إقرار من إبليس بأنه ما أغواه وما

189

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست