responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 161


فما زالت تخدعه حتى كان كما قال الله تعالى * ( ولَقَدْ هَمَّتْ بِه وهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّه ) * فقامت امرأة العزيز * ( وغَلَّقَتِ الأَبْوابَ ) * فلما رأى يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاضا على إصبعه يقول يا يوسف أنت في السماء مكتوب في النبيين وتريد أن تكتب في الأرض من الزناة فعلم أنه قد أخطأ وتعدى وعن أبي عبد الله ( ع ) لما * ( هَمَّتْ بِه وهَمَّ بِها ) * قامت إلى صنم في بيتها فألقت عليه ثوبا وقالت لا يرانا فإني أستحي منه فقال يوسف أفأنت تستحين من صنم لا يسمع ولا يبصر وأنا لا أستحي من ربي فوثب وعدا وعدت من خلفه وأدركهما العزيز على هذه الحالة وهو قوله عز وجل * ( واسْتَبَقَا الْبابَ وقَدَّتْ قَمِيصَه مِنْ دُبُرٍ وأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ ) * فبادرت امرأة العزيز فقالت له * ( ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) * فقال يوسف للعزيز * ( هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ) * فألهم الله يوسف أن قال للملك سل هذا الصبي في المهد فإنه يشهد أنها راودتني عن نفسي فقال العزيز للصبي فأنطق الله الصبي في المهد ليوسف حتى قال * ( إِنْ كانَ قَمِيصُه قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ وإِنْ كانَ قَمِيصُه قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) * فلما رأى العزيز قميص يوسف قد تخرق من دبر قال لامرأته * ( إِنَّه مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) * ثم قال ليوسف * ( أَعْرِضْ عَنْ هذا واسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ ) * فشاع الخبر بمصر وجعلن النساء يتحدثن بحديثها ويعذلنها وهو قوله تعالى وقالت * ( وقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها ) * فبلغ ذلك امرأة العزيز فبلغت إلى كل امرأة رئيسة فجمعن في منزلها وهيأت لهن مجلسا ودفعت إلى كل امرأة أترجة وسكينا فقالت أقطعن ثم قالت ليوسف * ( اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ) * فلما نظرن إليه أقبلن يقطعن أيديهن وقلن * ( إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ) * فقالت امرأة العزيز * ( فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيه ولَقَدْ راوَدْتُه عَنْ نَفْسِه فَاسْتَعْصَمَ ) * أي امتنع * ( ولَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُه لَيُسْجَنَنَّ ) * فما أمسى يوسف في ذلك اليوم حتى بعثت إليه كل امرأة رأته تدعوه إلى نفسها فضجر يوسف فقال * ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْه وإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ فَاسْتَجابَ لَه رَبُّه فَصَرَفَ عَنْه كَيْدَهُنَّ ) * وأمرت امرأة العزيز بحبسه فحبس

161

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست