responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 148


ويفرسون الدواب والوحوش كما يفرسها السباع ويأكلون حشرات الأرض كلها من الحيات والعقارب وكل ذي روح ولا نشك أنهم يملئون الأرض ويجلون أهلها منها ونحن نخشى كل حين أن يطلع علينا أوائلهم من هذين الجبلين وقد آتاك الحيلة والقوة فاجعل بيننا وبينهم سدا قال * ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ) * ثم إنه دلهم على معدن الحديد والنحاس فضرب لهم في جبلين حتى فتقهما واستخرج منهما معدنين من الحديد والنحاس قالوا فبأي قوة نقطع هذا الحديد والنحاس فاستخرج لهم من تحت الأرض معدنا آخر يقال له السامور وهو أشد شيء بياضا وليس شيء منه يوضع على شيء إلا ذاب تحته فصنع لهم منه أداة يعملون بها وبه قطع سليمان بن داود أساطين بيت المقدس وصخوره جاءت بها الشياطين من تلك المعادن فجمعوا من ذلك ما اكتفوا به فأوقدوا على الحديد النار حتى صنعوا منه زبرا مثل الصخور فجعل حجارته من حديد ثم أذاب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة ثم بنى وقاس ما بين الجبلين فوجده ثلاثة أميال فحفروا له أساسا حتى كاد يبلغ الماء وجعل عرضه ميلا وجعل حشوه زبر الحديد وأذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من نحاس وأخرى من حديد ثم ساوى الردم بطول الصدفين فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد فيأجوج يأتونه في كل سنة مرة وذلك أنهم يسيحون في بلادهم حتى إذا وقعوا إلى الردم حبسهم فرجعوا يسيحون في بلادهم فلا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة فإذا جاء أشراطها وهو قيام القائم عجل الله فرجه فتحه الله عز وجل لهم فلما فرغ ذو القرنين من عمل السد انطلق على وجهه فبينا هو يسير إذ وقع على الأمة العالمة الذين منهم قوم موسى الذين * ( يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وبِه يَعْدِلُونَ ) * فأقام عندهم حتى قبض ولم يكن له فيهم عمر وكان قد بلغ السن فأدركه الكبر وكان عدة ما سار في البلاد من يوم بعثه الله عز وجل إلى يوم قبض خمسمائة عام قصص الأنبياء للراوندي بإسناده إلى أبي جعفر ( ع ) قال : حج ذو القرنين في ستمائة ألف فارس فلما دخل الحرم شيعه بعض أصحابه إلى البيت فلما انصرف قال رأيت رجلا ما رأيت أكثر نورا منه قالوا ذاك خليل الرحمن ( ص ) قال أسرجوا فأسرجوا ستمائة ألف دابة في مقدار ما يسرج دابة واحدة ثم قال لا بل نمشي إلى خليل الرحمن فمشى ومشى معه أصحابه حتى التقيا قال :

148

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست