نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 130
أقول هذا الحديث يرفع الإشكال الذي ربما يورد على أن المراد بالفداء الحسين ( ع ) بأن يقال إنه أفضل من إسماعيل فكيف يكون فداء له لأن الفداء أنفس درجة من المفدى . وحاصل رفع الإشكال أن المراد من قوله * ( وفَدَيْناه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) * عوضناه لأن الفداء يكون عوضا عن المفدى والمعنى حينئذ أنا جعلنا مصيبة إبراهيم ( ع ) وحزنه عليه بدلا من مصيبته بذبح ابنه فيكون الله سبحانه قد رقاه في درجات التكليف ومصائب الحزن . وربما رفع جماعة من الأعلام هذا الإشكال بوجه آخر وهو أن إسماعيل أب للنبي وأهل بيته والأئمة الطاهرين ( ص ) فلو ذبح إسماعيل ( ع ) فقد بذبحه جميع أهل هذه الشجرة المباركة ولا ريب أن مجموع هذه السلسلة العليا أفضل وأشرف من الحسين ( ع ) وحده وما في الحديث هو الأولى وفي تفسير علي بن إبراهيم في حديث طويل عن الصادق ( ع ) وفيه أنه لما أسلم إسماعيل أمره إلى الله في حكاية الذبح وأراد إبراهيم ( ع ) ذبحه أقبل شيخ وقال يا إبراهيم ما تريد من الغلام قال أريد أن أذبحه فقال سبحان الله تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين فقال إبراهيم إن الله أمرني بذلك فقال ربك ينهاك عن ذلك وإنما أمرك بهذا الشيطان فقال له إبراهيم ويلك إن الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به ثم قال يا إبراهيم إنك إمام يقتدى بك وإنك إن ذبحته ذبح الناس أولادهم فلم يكلمه وأقبل على الغلام فاستشاره في الذبح * ( فَلَمَّا أَسْلَما ) * جميعا لأمر الله قال الغلام يا أبتاه خمر وجهي وشد وثاقي فقال إبراهيم ( ع ) يا بني الوثاق مع الذبح لا والله لا أجمعها عليك فأضجعه وأخذ المدية فوضعها على حلقه ورفع رأسه إلى السماء ثم جر عليه المدية وقلب جبرئيل المدية على قفاها واجتر الكبش وأثار الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام ونودي من ميسرة مسجد الخيف * ( أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا ) * وفيه عن أبي عبد الله ( ع ) قال : سأل ملك الروم الحسن بن علي ( ع ) عن سبعة أشياء خلقها الله لا تركضن في رحم فقال عليه السّلام أول هذا آدم ثم كبش إبراهيم ثم ناقة الله ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب التي ذكرها الله في القرآن وفي عيون الأخبار قال : سأل الشامي أمير المؤمنين ( ع ) عن ستة لم يركضوا
130
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 130