نام کتاب : النص على أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 319
دلالة الغدير على الإمامة دلالة حديث الغدير بعد التسليم بصدور حديث الغدير بكل تفصيلاته التي ذكرها البعض واختصرها البعض الآخر اعتمادا على ما في الكتب المطولة . كان لا بد من النظر في دلالة حديث الغدير لانكار البعض ما يتبادر من هذا الحديث وهو دلالته على الخلافة . قال الحافظ الكنجي : حديث الغدير دليل على التولية وهي الاستخلاف ( 1 ) . ولعل فقرات حديث الغدير من أوضح الفقرات في الدلالة على هذا المعنى ، ولكن عند الانكار لا بد من الاثبات ، وبالخصوص لفظة : الولي - إضافة إلى ظروف الواقعة ومكانها وزمانها ، وقد تقدم في الآية السابقة معنى الولي والأقوال فيه . وأثبتنا انحصار المعنى بالتولي والامرة ، وأن المعاني الأخرى تحتاج إلى القرائن لتدل عليها . وبذلك نثبت دلالته على الإمامة نعم : يبقي أمور تتعلق بخصوصية غدير خم : * الامر الأول : انه في بعض طرق الغدير شبه الرسول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بهارون حيث قال : " ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى [ إلا أنه لا نبي بعدي ] ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ( 2 ) . وليس هذا التشبيه عبثيا بل يريد صلوات الله عليه ان يؤكد على : أ - حاجة الأمة إلى الوزير والوصي والخليفة ليحمي الرسالة ويقوم المسيرة التي ابتدأها الأنبياء ( عليهم السلام ) . ب - إظهار كفاءة أمير المؤمنين وانه بمنزلة الأنبياء والأوصياء يصلح ان يشد به العضد صلوات الله عليه . ج - دفع اشكال القرابة ، حيث إن الله سبحانه وتعالى انما استجاب دعوة موسى في أخيه ( عليهما السلام ) لأهلية هارون وكفاءته في قيادة الأمة بعد موسى ( عليه السلام ) ، ولم يختاره من أجل الاخوة
1 - كفاية الطالب : 167 باب 36 . 2 - سوف يأتي تفصيل طرق المنزلة عما قريب .
319
نام کتاب : النص على أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 319